الشاشة

«طايع» يغضب أهالي الأقصر

كتب: محمد السمكوري

«الأقصر بلدنا مش بلد ضرب نار.. فيها الخلق بتتقتل».. جملة تلخص غضب الكثيرين من أهالى محافظة الأقصر من الأحداث التى تناولها مسلسل «طايع»، الذى تم تصوير مشاهد متعددة منه فى الأقصر والقرنة، بسبب ما اعتبروه إساءة إليهم، من خلال تضمين العمل أحداثا ووقائع يتبرأون منها.

عدد من الأهالى قالوا إن القرنة من المدن التى لا يوجد بها ثأر منذ زمن بعيد، ويوجد بها العديد من البعثات الأجنبية التى تعمل فى مجال الاكتشافات الأثرية بمنطقة أبو دراع، والتى تم اكتشاف عدد من المقابر التى أبهرت العالم بها، وكذلك العمل الذى يجرى بمنطقة الدير البحرى، وغيرها من الاكتشافات الأثرية بهذه المنطقة التى تعد من أكثر مناطق العالم جذبا للسياحة، موضحين أن خبراء السياحة يَرَوْن أن مثل هذه المسلسلات تمثل اتجاها سلبيا نحو القرنة وتقف عائقا حقيقيا فى عمليات تنشيط السياحة وجذب السائحين.

وطالبوا بموقف حازم من جانب الهيئة الوطنية للإعلام ضد المسلسلات التى تعمل على تشويه الصعيد، والمناطق السياحية، وقالوا إن هناك حالة من تعمد تهميش الصعيد فى الدراما، فالصعيدى ليس جلبابا أو عمامة.

الخبير محمد عثمان، عضو لجنة التسويق السياحى، من أهالى القرنة، أبدى دهشته من مسلسل «طايع»، الذى قال إنه يقدم نموذجا غير حقيقى عن الصعيدى فى هذه المنطقة المهمة، وإن أهالى القرنة يشعرون بالمرارة بسبب التشويه المتعمد، لافتاً إلى أن الدراما التليفزيونية ما زالت مصرة على اختزال الصعيدى، على أنه متخلف وباحث عن الثأر أو عن كنوز الفراعنة أو نباش للقبور بائع لتاريخه ووطنيته، حاملاً للسلاح، باحثاً عن الدم والثأر.

وشدد على أن الأقصر عاصمة السياحة فى العالم يقيم بها نحو 2700 أسرة أجنبية من مختلف الجنسيات، تقيم إقامة كاملة، وتولى الأهالى وقت ثورة 25 يناير مع الأمن حماية الآثار والمعابد من السرقة، على عكس مناطق أخرى سرقت منها الآثار فى محافظات أخرى.

وتابع: «يكفى أن الأقصر بجميع مناطقها لم يسرق منها حجر واحد، حيث نعتبر الأثر والسائح مصدر رزقنا، ونحافظ عليهما، فلماذا يتم تشويه بلدنا بهذه الصورة البشعة؟!»، مشدداً على أنه سيكون هناك «رد فعل شعبى تجاه هذا الاستخفاف ضد أبناء الصعيد، وإجراءات سيتم اتخاذها بعد التشاور مع أبناء القرنة».

وقال همام أحمد همام، عضو لجنة مكافحة الفساد، من أهالى القرنة، إنها من أكثر المناطق جذباً للسياح نتيجة الأمن والأمان الذى تنعم به، وإن مسلسل «طايع» تناول عددا من الموضوعات التى تهين أهالى القرنة خاصة، وأهالى الأقصر بشكل عام، مشيراً إلى أن القرنة من أكثر المناطق الأثرية إنتاجا للهدايا والمشغولات المختلفة من خلال مصانع الألباستر المنتشرة بمنطقة الغربى.

محمد أبوصالح، رئيس مجلس أمناء مركز الأقصر للدراسات والحوار، أعتبر أن ما يجرى من أحداث يتناولها المسلسل فيه تشويه كبير للصعيد بصفة عامة والقرنة تلك المنطقة التى تحتوى على أكبر نسبة من الآثار والمعابد على مستوى العالم، والتى يسعى أهلها دائماً للحفاظ على السائح القادم إليها واحترامه والتعامل معه بحب، وأن ما تناوله المسلسل يثير الاشمئزاز ويسىء لكل الصعيد، فالمسلسل بعيد كل البعد عن أخلاقيات الصعيد ومبادئه.

وقال الباحث عبد المنعم عبد العظيم إن البعض اعتبر المسلسلات الصعيدية وسيلة للوصول للشهرة والنجاح السريع بعيدا عن المضمون، لذلك هرول كثير من المؤلفين لكتابة هذه النوعية من الدراما التى تشوه شكل الصعيد رغم أن الكتابة عن الصعيد تتطلب مقومات خاصة للتعبير عن هذا المكان ذو الحضارة.

وشدد على أهمية أن يكون كاتب الدراما الصعيدية عاش فى مجتمع صعيدى للتعبير عن مشكلاته واحتياجاته الحقيقية، مشيراً إلى أن الصعيد ليس لهجة لا تمت للصعيد بصلة أو زى يثير الضحك، وطالب بالتعامل مع قضايا الصعيد المهمة وإبراز العلماء منهم والقيادات والمخترعين الذين أنجبتهم بلادنا، بعيداً عن التهميش واختصار الصعيد فى مسلسل «طايع» فى جبل وصعايدة (بيضربوا نار).

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى