سلايدر رئيسيةنفحات
أخر الأخبار

قصة الشيخ أمين الخولي.. أستاذ الأساتذة

هو أحد نجوم المشيخة واسمه كاملاً أمين إبراهيم عبدالباقى عامر إسماعيل يوسف الخولى، والمعروف باسم الشيخ أمين الخولى، وهو مولود سنة ١٨٩٥، ووالده هو المزارع إبراهيم الخولى، وأمه هى فاطمة الخولى أيضاً، أى أنه من خلاصة آل الخولى أماً وأباً، وهى العائلة التى تنتمى إلى قرية «شوشاى» مركز أشمون بالمنوفية، وكان من التلاميذ النجباء لهذا الشيخ الشاعر صلاح عبدالصبور والباحث فاروق خورشيد، والناقد عز الدين إسماعيل وآمال فهمى، وعبدالرحمن فهمى، وشكرى عياد وبنت الشاطئ.

وكان شيخنا أمين الخولى طالباً بمدرسة القضاء الشرعى وقريباً من قلب وعقل ناظر المدرسة عاطف بركات، ابن شقيقة زعيم الأمة سعد زغلول، وعاطف بركات هذا قدر له أن يُعتقل مع زعيم الأمة وأن يشاركه فترة المنفى فى سيشل، وبعد وصولهما للمنفى بيوم واحد اندلعت ثورة ١٩ فى ٩ مارس ١٩١٩، وخلال هذه الثورة الشعبية حمل أمين الخولى علم مدرسة القضاء الشرعى وقاد المظاهرة إلى الأزهر، مكان التقاء طلبة مدارس القاهرة آنذاك، وحاصرهم حكمدار القاهرة بجنوده، وهددهم بإطلاق الرصاص إذا لم يتفرقوا، وتقدم إليه أمين الخولى قابضاً على العلم وكاشفاً عن صدره قائلاً: «هآنذا» وتماسك الطلاب وتراجع الحكمدار وانسحب الجنود وسارت المظاهرة تهتف للاستقلال وبحياة سعد، وعندما وصلت المظاهرة إلى باب الحديد «رمسيس حالياً» قاد الخولى المظاهرة إلى حى الفجالة، وهو يهتف بصوته القوى بحياة الأقباط، الإخوة فى الوطن، وبحياة الهلال مع الصليب.

كان الخولى شديد الإيمان بدور الجمعيات الأهلية، فكان من أنصارها والفاعلين فيها عضواً ومؤسساً، فعندما اشتعلت ثورة ١٩١٩ كانت «جمعية إخوان الصفا» تقوم بدور فى تنظيم الطلاب وتحريكهم للاشتراك فى المظاهرات، وكان الخولى أحد أعضائها البارزين، كما لعبت الجمعية ذاتها دوراً فى تعليم اللغات الأجنبية وتعنى بالفن والأدب، واعتاد أعضاؤها الاجتماع فى بيت أحدهم مرة فى الأسبوع.

وفى بداية الثلاثينيات أعلن سلامة موسى عن تأسيس «جمعية المصرى للمصرى» التى تدعو لتشجيع الصناعة المصرية ومقاطعة البضائع الأجنبية، وانضم إليها الخولى، لكنه رغم تعرفه على حسن البنا إلا أنه لم يشترك فى جماعة الإخوان، وإن كان قد اشترك فى «جمعية الشبان المسلمين»، وفى عام ١٩٤٤ تأسست جماعة «الأمناء» التى دعمها تلاميذه ممن تخرجوا فى قسم اللغة العربية فى الخمسينيات، وكان هو على رأسها وكان فاروق خورشيد وصلاح عبدالصبور وعز الدين إسماعيل من أعضائها، وكانت جمعية تعنى بالآداب والفنون، وظلت هذه الجمعية تضج بالنشاط وتواصل تأثيرها الواسع فى الحياة الفنية والأدبية إلى أن رحل الخولى عن عالمنا فى الساعة الثالثة بعد ظهر الأربعاء فى التاسع من مارس عام ١٩٦٦ ليعود جسده إلى قريته «شوشاى» لكى يتولى أمر الجمعية من بعده تلميذه النجيب شكرى محمد عبادة، ومن بعده فاروق خورشيد.

أما عن تراثه الكتابى فى الصحف والمجلات، فقد كتب الخولى فى مجلة «القضاء الشرعى» وترأس تحريرها، كما كتب فى مجلة «السفور» التى أصدرها عبدالحميد حمدى عام ١٩١٥ امتداداً لجريدة «الجريدة»، وظلت «السفور» تصدر حتى ١٩١٩، كما كتب فى مجلة «الرسالة» التى أصدرها وترأس تحريرها أحمد حسن الزيات، وفى «السياسة الأسبوعية» و«البلاغ»، أما جماعة الأمناء التى أسسها فقد أصدر عنها مجلة «الأدب» التى ظلت تصدر على مدى عشرة أعوام على نفقته الخاصة، وقد توقفت إثر رحيله.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى